تقول سورة النساء 181«إنما المسيح ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه...»
يخبرنا القرآن أن المسيح عيسى هو الوحيد الملقب«بروح من الله» فالله هو مصدر الروح كما هو مصدر الكلمة. لكن هذا اللقب غير مشروح في القرآن، إلا أنه من الواضح أن هذا اللقب يتفق مع المعتقد المسيحي بأن عيسى ليس مخلوقا ترابيا كسائر البشر، لكنه روح أزلي اتخذ هيئة بشرية.
كما يقول القرآن أن عيسى بن مريم هو روح من الله الأمر الذي يؤكد وجود المسيح الأزلي قبل أن يحبل به بطريقة معجزية من عذراء. وفي الحديث وهو سجل أقوال وأعمال محمد نجد أن عيسى يشار إليه بوصفه روح الله.
نقرأ في الأحاديث أن عيسى هو« عبد الله ورسوله وكلمته وروحه» وفي مقدمة الأحاديث يركز الكاتب على صدق الأحاديث القدسية بقوله« إن الحديث القدسي هو رواية لما قاله الله ضمنا وليس نصا بالضرورة. فالحديث القدسي يرجع إسناده للمولى تعالى وليس للرسول.والحديث القدسي له قوة إلهية مذكورة صراحة أو متضمنة في سياق الأحاديث القدسية مكانة خاصة عند المسلمين وعير المسلمين على حد سواء».
يشير القرآن مرارا كثيرة إلى روح القدس كما في سورة البقرة 87 و253. ونقرأ أيضا في سورة النحل102( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين). ونفهم من السياق أن الروح القدس نازل من السماء وأنه روح طاهر. وفي سورة النساء 171 يطلق على يسوع لقب «روح منه» ونجد نفس المصطلح في سورة المجادلة التي تتحدث عن أن الله قد أيد المؤمنين بروح منه(سورة المجادلة22).
يعرف عبد الله يوسف علي الإصطلاح ‹روح منه› في تفسيره لمعاني القرآن معلقا على سورة المجادلة 22، أن عبارة روح منه المستخدمة هنا هي أقوى، وبعبارة أخرى«روح من ذات الله».فهو وصف أعظم من الروح القدس ويفسر عبد الله يوسف علي معنى «روح من الله» بأنه «روح إلهي لا يمكننا نحن البشر أن نعرفه كما ينبغي كما لايمكننا تعريف طبيعة الله وصفاته بلغتنا البشرية». وهذا تعليق رائع يوضح بكل دقة وقوة أن روح منه هو روح الله الحي ذاته، وهو روح غير مخلوق أي روح أزلي أبدي في جوهره.
والعبارات التي يستخدمها يوسف علي في تعليقه ليست غامضة.وهو يفسر روح من الله بمعنى روح من الجوهر الإلهي وليس من طبقة المخلوقات. وروح من الله هو نفس اللقب الذي يغطيه القرآن لسيدنا عيسى في سورة النساء 181« إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه...» لذلك فإن تفسير يوسف علي لمصطلح روح منه في سورة المجادلة 22 يجعلنا نخلص إلى أن يسوع هو الروح الإلهي الذي لانقدر على تعريفه كما ينبغي باللغة البشرية المحدودة التي تقصر عن أن تعرف طبيعة الله.
صديقي المسلم، صديقتي المسلمة، إن القرآن يستخدم نفس الكلمات لوصف عيسى المسيح. فيسوع هو روح منه أي روح من الله. لذلك فهو الله في الجوهر والطبيعة. نرى هنا أن يسوع هو الله الظاهر في جسم بشري.