يقدم الإنجيل للجنس البشري إعلانا مكتوبا واضحا من الله عن كيف نخلص من جهنم ونتمتع بالحياة الأبدية مع الله.إن كلمة إنجيل لاتشير إلى كتاب أنزله الله على يسوع ولكنها تشير إلى الأخبار السارة عن محبة الله لجميع الناس والتي انسكبت علينا من خلال يسوع المسيح.
نعلم من خلال قرائتنا لبشارة الإنجيل أن يسوع شخص حي وهو إعلان الله الكامل للجنس البشري. ونقرأ في الإنجيل أن« يسوع كان يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في شعب»(متى 4:23). وفيما بعد كلف يسوع رسله المؤيدين بالروح القدس بالإرسالية العظمى، وهي توصيل الأخبار السارة للأمم الأخرى وإلى أقصى أطراف الأرض(أعمال 7:1 ومتى 20:17).
هناك إنجيل واحد ومسيح واحد. وقد ألهم الله رسل المسيح عن طريق هداية الروح القدس وإرشاده، لكي يكتبوا لنا عن شخص يسوع المسيح الفريد وعن حياته وتعاليمه السامية.
فالكتاب المقدس يعلن أن« كل الكتاب هو موحى به من عند الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح»(2تيموثاوس 16:3). ومعنى هذه الآية أن الله نفخ بكلماته وأفكاره من خلال رسله المختارين.فالله هو الكاتب والمؤلف لرسالة الإنجيل بكل ما فيها من عقائد وتعاليم.
« وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم. عالمين هذا أولا أن كل نبوة ليست من تفسير خاص.لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس القديسون مسوقين من الروح القدس»(2 بطرس21-19).
فالكتب الأربعة التي كتبها تلاميذ المسيح، متى ومرقس ولوقا ويوحنا، هي شهادة حقيقة عن سيد المسيح وتعاليمه. فقد أكد يسوع المسيح أن الروح القدس سيقودهم في كتابة سطور الوحي المبارك.«وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم»(يوحنا 26:14).
عزيزي القارئ،عندما تدرس بشارة يوحنا فإنك تدرس الخبر السار لملكوت الله كما علمه يسوع بحسب صحة رواية البشير يوحنا.فقد كان يوحنا رفيقا حميما ليسوع المسيح.
لاحظ أن الرسول يوحنا يؤكد لنا أن الرسل قد تمشوا مع يسوع وتحدثوا معه شخصيا:
«الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة.فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الأب وأظهرت لنا.الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به...»(1يوحنا 3:1).
فجميع التلاميذ كتبوا رسالة واحدة،ألا وهي الخبرالسار أي بشارة الإنجيل التي قدمها يسوع للعالم أجمع. لقد تنبأ يسوع 18 مرة عن انتشار الإنجيل( متى 14:24-13:26*لوقا 33:21 وأعمال 7:1).
بالإضافة للبشائر الأربعة التي تصف الإنجيل من جوانب مختلفة، نجد أن العهد الجديد يحتوي أيضا على تعاليم إلهية موحى بها، كتبها الرسل تلاميذ المسيح لمجموعات مختلفة من المسيحيين ولكل المؤمنين( مثل 1كورنثوس 14:1). وحتى القرآن يقر ويعترف أن الله قد أوحى لرسل كثيرين:«وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون»(سورة الأنبياء
.
فعلى سبيل المثال يخبرنا بطرس الرسول أن الرسل كانوا شهود عيان لحياة المسيح. فقد أعلن بطرس:«لأننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته»(2 بطرس 16:1).
ولقد حث الرسل، مرارا وتكرارا، الشعب آنذاك بالتحقق من حياة وموت وقيامة السيد المسيح وتعاليمه عن طريق سؤال مئات من شهود العيان الذين عاصروا كل هذه الأحداث.
ولعلك تعجبت،عزيزي القارئ،من وجود العديد من الترجمات(الطبعات) للكتاب المقدس. فالمسلم لايعتد بأي ترجمة للقرآن ويقدس النص العربي فقط،ولا يعامل أي ترجمة بوصفها كلمة الله. أما المسيحيون فيعتبرون صحة الترجمات المختلفة للكتاب المقدس طالما تقدم بأمانة التعاليم والمعاني المتضمنة في اللغات الأصلية.
صديقي المسلم، إن أهم برهان على أن الإنجيل هو كلمة الله الموحى بها تجده عندما تقرأه مصليا. فسيتكلم الله حقا إليك من خلال صفحات كلمته المقدسة- وسيغير حياتك..