أعظم كتاب

موضوع: أعظم كتاب 28/8/2010, 06:09

أعظم كتاب

عظيمة جدا هي كلمات الكتاب المقدس....
كلمات حية... كلمات من الله ارسلها اليك، ولكل من يقرأها، لتنطلق بك في طريق المجد... لتمتلىء بالمجد... لتتمتع بكل غنى السماء...كلمات قوية كل القوة... تحرر من يخضع لسلطانها... تحرره تماما من كل قيود الاثقال... وتطرد منه الخوف، وتُلاشي منه اليأس... وتبدد القلق والاوهام... وتجعله أعظم من منتصر في حروبه مع الشيطان... كلمات منيرة، تحدثك وتستفيض في الحديث عن محبة الرب الفريدة التي يحبك بها... وما أعظم ما تقوله!!!

إن خطاياك الكثيرة الماضية لم تستطع ان تطفىء محبته الراسخة إذ يقول: "ولكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا." (رومية 5 : 8 ) إن محبته لك أقوى من كل شيء... كلمات الكتاب تقول لك هذا الخبر السار جدا...انه أيا كانت حالتك، فبإمكانك الآن ان تبدأ العشرة المشبعة مع الرب... فتتمتع بحبه الذي بلا حدود... انه احبك، وما زال يحبك، وسيظل يحبك... تعال اليه...سيطرح عنك كل الاحمال... سيمتعك براحته وغفرانه، وايضا بحريته وشفائه.. وسيعوض لك عن السنين التي ولّت واكلها الجراد... بل سيقودك للتمتع بأمجاد السماء، بفرحها الدائم وسلامها العجيب وغناها الذي يسدد كل احتياج...كلمات الكتاب المقدس هي كلمات حية تقول ان الرب يحبك حبًا فوق التوقع، حبًا ليس له مثيل، هي تقول وتؤكد وتؤكد:

- إنه ذُبح لكي لا تهلك انت بسبب خطاياك: "لأنه هكذا احب الله العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية." (يوحنا 3: 16)

- ان دمه الثمين قد انساب لكي يغسلك به من آثامك، فتبيض كالثلج: "تعالوا نتحاجج يقول الرب، إن كانت خطاياكم كلطخات قرمزية فإنها تبيض كالثلج، وإن كانت حمراء كصبغ الدودي تصبح في نقاء الصوف" (اشعياء 1: 18)

- إنه حمل امراضك، كل امراضك، لكي يشفيك منها: "هو اخذ اسقامنا وحمل أمراضنا." (متى 8: 17).. وإنه تحمل كل اوجاعك لكي يريحك من أتعابها فتتمتع بالحياة الافضل.

- إنه يريدك ان تصير قويا فيه، ان تتمتع بشدة قوته فتتقدم رافعا علم النصرة منشدا: "الرب هو رايتي." (خروج17: 15)... يريدك أن تكون غالبا الخطية، دائسا بقدميك وبعزّ على الشيطان وكل قواته...

هو دائما كتاب جديد!! الكتاب المقدس يختلف تماما عن بقية الكتب، فهذه كلما اعدت قراءتها كلما وجدتها أضعف أثرا وأقل جذبا. أما هو فكلما قرأته وانت واثق انك في حضرة كاتبه العظيم، كلما ازداد تعلقك به واحساسك بلذته وإدراكك لقوة كلماته. هكذا يشهد له كل مؤمن حقيقي ينشغل به ويخضع لسلطانه، قال عن كلماته داود النبي إنها: "أحلى من العسل" (مزمور 19:10)..... تلذذ بها احد القديسين فقال عنها صادقا: "مَن يقرأ الكتاب المقدس كمن يجد كنزًا. وكما في الكنز قد تجد قطعة معدنية صغيرة الحجم تأتي لك بغنى طائل، هكذا ايضا من فقرة صغيرة من الكتاب تستطيع ان تنال ثراء عظيمًا وفيضًا من التأملات. لكن كلمة الله ليست فقط كنزا، إنها ايضا ينبوع. هي ينبوع يتدفق، يتدفق بلا انقطاع ويخرج فيضانا عظيما من المياه، وما اعظم هذا الكنز!!! آباؤنا شربوا من هذه المياه إلى أقصى استطاعتهم، ومن يأتون بعدنا سيفعلون مثلهم، ويا للعجب ليس من خوف أن تنفذ المياه... على العكس سوف يزداد الفيضان وسوف تتضاعف عدد الانهار المتدفقة من الكتاب!!!"

حين تقرأ الكتاب لا تقرأه كأي كتاب آخر لأن الكتاب المقدس ليس فقط اعظم من كل الكتب بل هو يختلف عنها تماما فهو ليس كلام انسان بل الله ذاته، لذا لا بدّ ان تقرأه بطريقة مختلفة تماما....اقرأه وأنت واثق انك جالس عند قدمي القدير... ثق ان الله المحب هو بذاته الذي يتحدث معك، وحين تثق انك جالس بالفعل في حضرته فستلمس بنفسك ان قراءتك صارت شيئا مختلفا تماما عن ذي قبل، وسترى كيف يجعل الرب قلبك حساسا يدرك قوة الكلمات ويعرف سلطانها.
لذا اينما كان المكان الذي تقرأ او تسمع فيه كلمات كتابه، ثق انك في قدس الاقداس تجلس في محضر الله القدوس. ثق انه المعلم الوديع هو بنفسه يشرح لك الكلمات وينقلها الى اعماقك بل ويحفرها في قلبك بأحرف من نور. هذه الثقة شرط هام للغاية بدونه لن تستفيد شيئا مهما طالت مدة قراءتك للكتاب المقدس... تعلّم ان ترفع قلبك بصلاة داود النبي: "إكشف عن عيني فأرى عجائب من شريعتك." (مزمور 119:18)

إقرأ الكتاب المقدس وفي قلبك ايمان بأن كلماته هي كما يقول السيد المسيح "روح وحياة" (يوحنا6 :63) انها كلمات "حيّة وفعّالة وأمضى من كل سيف له حدّان وخارقة الى مفترق النفس والروح... وقادرة ان تميّز افكار القلب ونيّاته." (عبرانيين4: 12) فإذا قرأتها بهذا الايمان نفذت الى اعماقك والهبت قلبك بحرارة الروح القدس. إقرأ الكتاب المقدس وانت واثق ان كلماته تحرر وتشفي. يقول لنا السيد المسيح: "تعرفون الحق (أي كلمة الله) والحق يحرركم." (يوحنا 8: 32) ويشهد النبي داود قائلا: "أرسل كلمته فشفاهم." (مزمور 107: 20 ) لتكن جلستك مع الكتاب المقدس لقاءًا حيًا مع الهك الذي يحبك:

- لقاء مع إله المواعيد العظمى والثمينة: حين تقرأ الكتاب لا تتردد ان تضع بقلمك خطًا او اكثر تحت الآيات التي يُشعرك الله انها تحمل لك وعودًا خاصة منه. لماذا؟ لأن هذه المواعيد لا بد ان ان تتحقق معك: "لأن الله ليس انسانا فيكذب أو ابن انسان فيندم. هل يقول ولا يفعل؟ او يتكلم ولا يفي؟" (عدد 13:16) ستلمع جدا هذه الوعود امامك وستُحدث فرحًا غامرًا في قلبك. فإذا كنت تعاني من تأنيب الضمير بسبب نجاسات الماضي، فها هي وعوده الثمينة التي تملأ الكتاب المقدس تخبرنا بأنه يقبلنا متى اتينا اليه، وأن دمه يطهرنا من خطايانا ما دمنا نعترف بها ونتوب عنها إذ تقول الكلمة: "إن اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم." (1يوحنا1: 9) وإذا كنت يائسا بسبب هزيمتك المتكررة من الخطية، فتش في الكتاب المقدس فستجد وعودًا تؤكد ان المسيح يحرر إذ تقول الكلمة: "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارًا." (يوحنا 8: 36) وإذا كنت قلقًا كثير التحير فامسك بالآيات التي يعدك الله فيها بالسلام الحقيقي، إذ يقول مثلا: "سلامًا اترك لكم، سلامي اعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم انا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب." (يوحنا 14: 27 ) اما إن كنت تعاني من موجات حزن لا تعرف لها سببا فهناك الآيات الكثيرة التي تؤكد وعد الله لأولاده بالفرح الكامل والمجيد مثلا: "افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السموات." (لوقا 10: 20) وإن كنت تتعرض لهزائم متلاحقة من ابليس فآيات الكتاب تعلن ان للمؤمن الحقيقي سلطانا ان يدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو. (لوقا 10: 19) الكتاب المقدس يعلن ان كل هذه الوعود هي لك، لكن لن تنالها الا بعد ان تثق بقلبك في صدقها. خطوة هامة ان تعرف ولكنها خطوة وحدها لا تكفي بل لا بد من خطوة اخرى هي ان تثق بقلبك ان الهك امين وسيحقق وعوده.

- لقاء مع إله راعٍ يطعم خرافه ويغذيهم:كلمة الله غذاء ضروري لكل مؤمن، بغيره يصاب حتما بالهزال الروحي والنتيجة هزائم متكررة من ابليس ثم عبودية مستمرة لميول الانسان العتيق الشريرة. إن كلمة الله "لبن عقلي عديم الغش" (1بطرس2:2) ضروري جدا للمبتدئين في حياتهم مع الله وهي ايضا "طعام قوي للبالغين" (عبرانيين5: 12) بدونه يفقدون حرارة حبهم الاول للمسيح. تأمل ما قاله ارميا النبي: "وُجِد كلامك فأكلته" (ارميا 15: 16) لا تقرأ الكتاب المقدس قراءة سطحية سريعة كأنه حمل ثقيل تريد ان تتخلص منه حالاً. هذه القراءة لا تعبر عن كلمة ارميا "أكلته". لا تكذب على نفسك فهذه القراءة لا تفيد شيئا. لا ننسى ان السبب الرئيسي للسطحية الروحية التي تتسم بها حياة الكثيرين، انهم لا يقضون وقتا كافيا مع كلمة الله. نعم، لن تكون قويا امام صعاب الحياة ولن تصبح شاهدا للمسيح مؤثرًا في الناس اذا حرمت نفسك من وقت كافٍ كل يوم مع الكتاب. الرب يدعوك ان تدخل الى العمق وأن تفتش في الكتاب: "فتشوا الكتب لأنكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية، وهي التي تشهد لي." (يوحنا 5: 39) اقرأ الكتاب المقدس بانتظام كل يوم لكي تستمر قويا. انك لا تستطيع ان تتوقف عن الطعام الجسدي يوما واحدا ولا تخور، هكذا الامر تماما مع الغذاء الروحي.

- لقاء مع الاله القدوس الذي ينقّي اولاده: لا بد ان نعرف ان ارادة الله قداستنا، وان هذا ممكن متى اعتمدنا على توجيهاته لنا ووثقنا في عمله فينا... خطة الله ان نتنقى بالكلمة ويقول السيد المسيح لتلاميذه: "انتم...انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به." (يوحنا 15: 3) لذا اترك الكتاب يحكم على اخطائك ويفضح المختبىء منها في القلب من التواءات شريرة خادعة. ستعرف الظلمة التي فيك ومتى عرفتها اعلن في محضر الله القدير رفضك لها وسينقيك منها سريعا. ان قصص الكتاب المقدس وآياته هي المصباح المتقد الذي يُظهر شرورك..ويا للروعة إن الهنا هو اله كل نعمة، انه "شمس البر والشفاء في اجنحتها" (ملاخي 4: 2) انه يشفينا من كل جروحنا التي نكشفها امامه.

- لقاء مع إله يمتّعك بأعماق اعماق قلبه: كيف اعرف افكار الله ومقاصد قلبه نحوي؟ لا شيء غير الكتاب المقدس يكشف لك ذلك، كما يقول: "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي." (مزمور 119: 105) لكن هذا لا يحدث الا عندما يكون لي الايمان بأن الروح القدس روح الله الذي وحده "يفحص اعماق الله" (1 كورنثوس 2: 10) هو الذي يهيمن على القراءة وهو الذي يمنح ذهني استنارة خاصة. في هذا الوقت فقط سألمس في الكلمات امورا اعمق بكثير من ظاهرها وادخل بالفعل الى قلب الله وادرك اعماقه، وكل يوم تزداد معرفتي به، وبالتالي ينمو حبي له. وفي كل مرة أقرأ قصة في الكتاب المقدس او اطالع تعليما به او اقابل صلاة من صلوات رجاله سأجد شيئًا جديدًا رائعًا، سيقودني الروح القدس لمعرفة اعماق قلب الآب واسرار ملكوته. يا لهذا الامتياز!!!! هذا هو الطريق الى الفرح الغامر كما يقول ارميا النبي: "وُجِد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي..." (ارميا 15: 16 )

هيا معي ارفع قلبك بالصلاة من اجل كلمة الله المقدسة:
"سيدي.. ها انا آتي اليك باشتياق ان اعرفك اكثر.. برغبة ملحّة ان تمتعني بمجد كلامك، بلهفة لسماعك... سيدي ليرافقني روحك كلما اقرأ كلمتك المقدسة... احفظ وقتي من التبديد وذهني من التشتيت وجسدي من الاعياء... سيدي قد وضعت ذاتي خلف صليب ابنك لذا فلي كل الثقة في حمايتك.... اثق في حبك الغافر وحنانك المشجع وقوتك التي تكمل في ضعفي.... آمين."

www.4maroc.com
nom

» أقدم لك أعظم نداء