من هو الله؟؟ و هل يوجد ثلاث الهة في المسيحية؟؟

الله من هو................................................؟ ‍!

وأمام هذا السؤال، نقف وكأننا أمام محيط واسع وعميق.....

فقد قال الفيلسوف: يارب إن العقل يعلم انه يجهلك لأنه عرف انك لا تدرك إلا في حالة الإدراك لما لا يدرك، والرؤية لما لا يرى، والوصول إلى ما لا يصل إليه.... فالله سر الأسرار. ولكن ، ما معنى السر......؟

تعريف: سر الله: إن المفهوم الشعبي للسر هو ما لا يفهمه الإنسان لما في السرية من معنى اللغز والغموض والخفاء. إن هذا التعريف هو بالفعل القضية أو المشكلة حيث أن الإنسان أمامها يحار، لذلك فهو يحاول أن يحلها بعقله ليوضحها فيفهمها ويحيط بها ويدركها. وأما السر هو ما لا ينتهي الإنسان من فهمه... فكلما غمر فيه الإنسان اكتشف أبعادا وأعماقا ومعان لا حد لها... لن السر حائط سميك يعترض عقل الإنسان بل هو محيط بلا شاطئ ولا حدود. ليس الإنسان هو الذي يمتلك الحقيقة بل الحقيقة هي التي تمتلكه... ويمكننا القول بان الإنسان لا يملك سر الله..... بل إن الله هو الذي يمتلكه. يأبانا السماوي.. إن انسب شيء لنا في حضرتك هو ان نلوذ بالصمت ولكن محبتك تلهب قلوبنا وتدفعنا للكلام... فلو أننا صمتنا لصرخت الحجارة.... ولكننا اذا نطقنا... فماذا نقول؟؟ علمنا يارب.... إننا لا نعلم شيئا.... فأمور الله لا يعرفها احد إلا روح الله.

اعلان الله للبشر لقد أعلن الله عن ذاته للانسان منذ اللحظة الاولى لوجوده على الارض.. فادرك الانسان وجود الله... وتكلم الله مع الانسان وتعامل معه.. وأوصاه... لكن الانسان سقط فى العصيان والتعدى...ولم يترك الله الانسان الذى خلقه ليتوه فى دروب الجهل وعدم الايمان.. بل أقام الله له شهودا من بين الناس تعامل معهم وأدركوا الله وأحبوه وأعلنوا للغيرعن محبته ورحمته وصفاته...حتى جاء الوقت الذى فيه أعلن الله نفسه للبشر كتابة عن طريق الكتاب المقدس كلمة الله. والكتاب المقدس لم يحاول ان يبرهن على وجود الله اذ يبدأ حديثه قائلا - فى سفر التكوين 1: 1 اى السفر الاول من التورة (العهد القديم)”في البدء خلق الله السموات والارض". ولا يوجد فى اى اعلان الله للبشر محاولة منه تعالى ان يثبت وجوده، ذلك لأن اسمه” الله” اى الكائن الموجود الذى يملأ الوجود. وفى تعامل البشر مع الله نرى منهم من اختار طريق الايمان به لذلك نرى بداية ونهاية للايمان.. كما نرى البعض الآخر اختار طريق عدم الايمان فرأينا بداية ونهاية عدم الايمان.

الادلة على وجود الله: ان من ينظر الى الكون فى دقته وأحكام صنعه لا يمكن أن ينكر وجود الله... ومن يدرس الانسان من كل جوانبه لا يمكن ان يسلم بان الطبيعة غير العاقله قد اوجدت هذا الانسان بعقله الجبار.. ومن يدرس عالم الحيوان وعالم النبات والبحر وعجائبه لابد ان يهتف مع المرنم فى الكتاب المقدس فى مزمور 104: 24 فى العهد القديم اى التوراه” ما اعظم اعمالك يارب.. كلها بحكمه صنعت.. ملآنه الأرض من غناك."ويقول المزمور 1:19” السموات تحدث بمجد الله.... والفلك يخبر بعمل يديه” ويقول سفر اشعياء 26:40” أنا الرب صانع كل شىء".

الفلسفة تثبت وجود الله: سعى الفلاسفه - محبي الحكمه - الى تفسير الوجود... فأدرك بعضهم فكرة تسمى نظرية المحرك الاول - او عله الوجود الاولى.. وهذه النظرية ببساطة تشير الى ان لكل حركة محرك ولكل موجود موجد.. وحيث ان الكون وماعليه متحرك وموجود فلا بد ان يكون له موجد ومحرك وهذا له محرك أيضا وهكذا الى أن ننتهى الى المحرك الاول الذى يحرك ويتحرك من ذاته وليس له محرك آخر.... وهو علة الوجود والحركة... وقد لاحظ الفلاسفة أيضا نزعة الانسان للتقدم وبلوغ الكمال فاستنتجوا انه لابد أن يكون هناك مثالا اكمل وأعظم لا يكون بعده فى الكمال والعظمة... وهو ما يعلنه الايمان انه الله عز وجل.
الله فى الكتاب المقدس:
الله اله واحد
لا شريك له

الكتاب المقدس - يعلن بكل جلاء ووضوح ان الله واحد لا شريك له.. ونرى ذلك مما ياتى:
1- فى العهد القديم: ( التوراه، كتب الانبياء، المزامير) قال موسى:" اسمع يا اسرائيل.... الرب الهنا رب واحد" ( تثنية 6: 4) وقال ايضا:" فاعلم اليوم وردد فى قلبك ان الرب هو الاله فى السماء من فوق وعلى الارض من اسفل ليس سواه" ( تثنية 4: 39) ويقول الوحي المقدس ابضا:" انظروا الآن انا أنا هو.. وليس اله معى” ( تثنية 32: 39)” أنا الرب الهك..لا يكن لك آلهة أخرى أمامى"(خروج 20: 2-3)، ويقول أيوب عن الله:" الباسط السموات وحده والماشى على أعالى البحر"( ايوب 9: 8 ) وكتب النبى أشعياء عن الله:" أنا الرب وليس آخر لا اله سواى" ( اشعياء 45: 5)” اليس انا الرب ولا اله آخر غيرى. اله بار ومخلص ليس سواى، التفتوا الىّ وأخلصوا ياجميع أقاصى الارض لانى انا الله وليس آخر" (اشعياء45: 21 و 22)
2- فى العهد الجديد: (الانجيل وكتابات الرسل).

أ - المسيح يصرح ان الله واحد: قال السيد المسيح:" اذهب يا شيطان لآنه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد” ( بشارة متى 4: 10)” كيف تقدرون ان تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدا" بعضكم من بعض والمجد الذى من الاله الواحد لستم تطلبونه” ( بشارة يوحنا 5: 44)” وهذه هى الحياة الابدية.. ان يعرفوك انت الاله الحقيقى وحدك... ويسوع المسيح الذى ارسلته” ( بشارة يوحنا 17: 3)

ب - رسل المسيح يعلمون عن الاله الواحد:” نعلم أنه ليس وثن فى العالم وان ليس اله آخر الا واحد”( 1 كورنثوس 8: 4) وهنا يصرح الرسول بوضوح انه لا اله الا واحد هو الله. ثم يقول أيضا:” لكن الله واحد” (غلا 3: 20) والرسول يعقوب يكتب قائلا:” انت تؤمن ان الله واحد حسنا تفعل” ( يع 2: 19)

وعندما ندرس الكتاب المقدس نجد العديد من القصص والمواقف التى تقاوم عبادة الأوثان والشرك بالله... وتدعوالى عبادة الاله الواحد...لقد فضل دانيال جب الأسود عن أن يقدم صلاة للملك لأن الصلاة لله وحده (دانيال 6: 13) وطرح الفتية الثلاثة فى أتون النار مفضلين الاتون على السجود لتمثال صنعه الملك.. لان السجود لله وحده (دانيال 3:13 -18) ورفض الرسول بولس عبادة الناس له ورفيقه برنابا بعد ان استخدمه الله فى اجراء معجزة لرجل أعرج فى مدينة لستره (أعمال الرسل 14: 8-15) حيث أن السجود لله وحده (الرؤيا 19: 10). مما تقدم يتضح لنا جليا أن المسيحية تعلن ان الله واحد.. لا شريك له... وانه لا اله الا هو وحده خالق الكل... لا سواه... وحده يستحق السجود... لا يشاركه أحد فى القدره والملك والسيادة والسلطان والبهاء.

نوع وحدانية الله: بعد ان أدركنا ان المسيحية تعلم بأن الله اله واحد لا شريك له...ترى ما معنى وحدانية الله.؟ وما هو نوع الوحدانية اللائقة به تعالى؟ ونظرا" لأن البحث فى الأمور المختصه بالله فى غاية الصعوبة لعجز الذهن البشرى عن ادراك من لا حدود له.. وبسبب الخوف من أن نخطىء كبشر ونحن نتكلم عن الذات الالهية، يرى البعض انه من الاسهل والاكثر أمانا أن نقول أن الله واحد... مطلق الوحدانية أى أنه واحد وكفى ان نقول شيئا آخر. لا سيما وانه ليس مثيل لله فى الوجود. والله يصرح بانه الوحيد الفريد كما جاء فى سفر اشعياء النبى 46: 9. والآن لنبحث فى هذا الامر... هل حقا يمكن أن يكون الله ( واحد) مفرد...مطلق الوحدانية؟ هل وحدانية الله مجردة؟ اى هل وحدانية الله مطلقة؟ لو قلنا أن الله واحد مجرد... لوجدنا أن هناك مشكلة بل مشاكل.. ذلك لأننا ان فكرنا فى صفات الله واعماله لوقعنا فى ا شكال كبير.

صفات الله: نحن نؤمن ان الله له صفات عظيمة..بل اعظم الصفات وأحسنها وأن اعمال الله عظيمة ظاهرة فى كل ما حولنا. والكتالب المقدس يعلمنا عن الله أنه موجود وخالق ( تكوين 1:1) وهو”محبة” ( رسالة يوحنا الاولى 8:4) وأنه” بصير” ( مزمور 139: 16) وانه” سميع” ( مزمور 65: 2) وانه” عليم” (مزمور 139: 1- 5)..... الخ.ومع ايماننا بصفات الله نؤمن أيضا أنه موجود بذاته... ناطق بكلمته.. حى بروحه...ثم اننا نؤمن أن الله روح..ثابت..لا يتغير...غير قابل للتغير.. لأنه لو كان قابلا للتغير فانه قد يتغير الى الأفضل وبذلك كأننا نقول أنه يوجد من هو افضل منه..أو أنه يتغير الى الأقل وحاشا لله من التغير فهو الله الأزلى الأبدى السرمدى كما هو. والآن نسأل سؤالا خطيرا...! ان كان الله محبا سميعا عليما ناطقا وانه غير متغير...فماذا عن قبل الخلق؟ هل كانت صفات الله موجودة؟ نعم فهو غير متغير.. وان كان الله ناطقا محبا قبل أن يخلق...فمع من كان يمارس صفاته وأعماله؟ هل كانت متوقفة عن العمل قبل الخلق؟ كلا... ولو أن الله مطلق الوحدانية فى الجوهر فقبل ان يخلق... ما معنى أنه سميع.. ناطق..محب..؟؟! ذن لا يمكن أن تكون وحدانية الله وحدانية مطللقه - مجردة بل لابد أن يكون الله الواحد فى الجوهر... جامعا فى وحدانيته وبذلك يمارس صفاته بينه وبين نفسه لا بالوحدانية المجردة بل بوحدانيته الجامعه الشامله الواحده. حيث أن صفات الله لا يمكن أن يكون لها قائمة فى ممارستها الا بين كائنين أو أكثر، بين عاقلين أو أكثر...وبما أن الله مع وحدانيته وتفرده بالأزليه وعدم وجود تركيب فيه.. كان يمارس الصفات الالهية بينه وبين ذاته.. اذا فوحدانية الله مع عدم وجود تركيب فيها.. هى وحدانيه ليست مجرده بل وحدانيه من نوع لا مثيل لها فى الوجود يمكن ان نسميها الوحدانية الشامله أو الجامعه.وهو ما تعلم به المسيحيه من أن الله الواحد الذى لا اله الا هو مع عدم وجود تركيب فيه واحد فى الجوهر ووحدانيته جامعه.

ادراك الله: ان كل ذات موجوده لابد ان تدرك، وان كان الله موجودا فلا بد ان يدرك... لكن من من خلائقه يمكن ان يدركه؟... نعم ان البشر يدركون الله بمصنوعات قدرته ( رسالة روميه 20:1) الا انه لا محدوديه ولا نهائيه كمالاته تجعله منزها عن الادراك حتى من أعلى الرتب الملائكية. فمن ذا الذى يحيط به علما؟..حاشا ‍ لكن الله شاء ان يعلن نفسه للانسان المحدود الادراك من خلال تجسده في المسيح يسوع. وهذا ما أعلنه الوحى قائلا فى بشارتي لوقا 10:22 ومتى 11: 27"ليس أحد يعرف الابن الا الآب وليس أحد يعرف الآب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له” وفى رسالة كورنثوس الاولى 2: 10” اعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شىء حتى أعماق الله”

اله واحد فى ثالوث
ان قلنا ان الله الواحد”موجود بذاته - ناطق بكلمته - حىّ بروحه” لا نكون قد اخطأنا فى وصف الله... لأن الله حقا. هكذا..من هنا ندرك أن الله” ذات - كلمة - روح” وهؤلاء الثلاثة هم واحد هو الله...ووجود الذات والكلمة والروح لا يعني وجود تركيب فى الله تعالى..بل هو الاله الواحد الذى لا شريك له، لانه لايمكن فصل الذات عن الكلمة عن الروح..
الا اننا لا نستطيع أن نقول أن: الذات هى الكلمة لأن المعروف: أن الذات هى ذات
أو أن الذت هى الروح والكلمة هى كلمة
أو أن الكلمة هى الروح والروح هى روح
الا أنه كما قلنا ان الذات والروح والكلمة هم فى الواحد الذى لا شريك له ويتميز كل بشخصية متميزة. ومن هنا نرى ان الاله الواحد الذى لا شريك له هو واحد ( فى ثلاثة أشخاص متميزين غيرمنفصلين، متساوين دون تركيب، واحد معا فى الجوهر الواحد). ولما كانت اللغة تعجز عن أن تضع ما بين القوسين فى كلمة معروفه لنا.. اذ أن كلمة أ شخاص غير دقيقة وغير كافيه لهذا التعريف وضعت كلمة أقانيم التى هى جمع أقنوم لتعبر عن الله الفريد الذى لا مثيل له والذى تعجز اللغة فى كل قوتها عن تقديم تعريف له. كلمة اقنوم هى كلمة سريانيه يطلقها السريان على كل من تميز عن سواه دون استقلال.. وهى تعنى شخصا متحدا بآخر أو آخرين في امتزاج متميز ودون انفصال. والآن يمكن بعد هذه المقدمه ان نوضح ما تعلنه المسيحيه عن الله.. المسيحيه تعلن ان الله الذى لا شريك له هو واحد فى الجوهر موجود بذاته... ناطق بكلمته.. حى بروحه.. ويمكن ان نقول ان ( الله واحد فى ثلاثة أ قانيم) والثلاثة هم واحد...هم الله... بدون انفصال او تركيب.. متساوون لأنهم جميعا الله وكل اقنوم منهم هو الله...وهو ما تعلنه المسيحيه بوضوح.

الله موجود بذاته: الآب الله ناطق بكلمته: الابن الله حى بروحه:الروح القدس

وسنتحدث عن كل اقنوم على حدة لنعرف لماذا سمي ذات الله بالآب وكلمة الله بالابن وروح الله بالروح القدس....لذا يمكن أن نقول أن الآب موجود باقنومه (بشخصه) ناطق بابنه حىّ بروحه القدوس...والابن مولود من الآب ناطق باقنومه (بشخصه) حى بروحه القدوس...والروح القدس منبثق من الآب ناطق بالابن حى باقنومه (شخصه)...والاقانيم الثلاثة الآب والابن والروح القدس واحد فى الجوهر متساوون فى كل شىء فى السرمديه (الازليه والابديه) وفى القدرة فى كل ما يخص الله الواحد. وسوف نكتب من كلمة الله - الكتاب المقدس - عن الثالوث ثم نتناول كل أقنوم من الاقانيم الالهيه بالدرا سه. لندرك ولو قبسا" قليلا عن ما لا تدركه العقول ولا تراه العيون.

الثالوث فى الكتاب المقدس:اوردنا سابقا آيات الكتاب المقدس توضح بجلاء أن الله واحد لا شريك له لكن لنستعرض الآن بعض الآيات التي تشير الى الاقانيم الثلاثة في وحدانية الله الشاملة.
أولا: فى العهد القديم ( التوراة - كتب الآنبياء - المزامير).

1- فى أول كلمات الوحى المقدس نقراء عن الله وعن روحه:” فى البدء خلق الله السموات والأرض وكانت الأرض خربه وخاليه وعلى وجه الغمر ظلمه وروح الله يرف على وجه المياه وقال الله ليكن نور فكان نور”(سفر التكوين 1:1و3) هنا نرى الله الذى خلق من البدء.. وروح الله يرف...

2-” قال الله نعمل الانسان على صورتنا وكشبهنا” (سفر التكوين 1:26) نلاحظ: نعمل - صورتنا - كشبهنا - بصيغة الجمع وليس للتعظيم لان التعظيم غير معروف فى اللغة العبرية التى كتب بها، كما ان التعظيم يلجأ اليه البشر لان عظمتهم ناقصة لكن الله كلى العظمة والقدرة وهو وحدة الحى القيوم الذى وحده له الكمال.

3- الاسم العبرى لله هو” الوهيم” بمعنى آلهة فى الجمع وهو يدل على اسم الله الواحد الجامع، ولا يقصد به الجمع لأنه لو أردنا أن نقدم أحد الرؤساء مثلا بلغة التعظيم نقول فخامة الرئيس فلان، لكن لا يصلح أن يكون التعظيم بالجمع فلا نقول فخامة الرؤساء.. فلو قلنا ذلك لدل على وجود أكثر من رئيس وعندما يدعو الله الوهيم اى آلهة فهذا يعنى انه الواحد الجامع.

4- لغة الجمع التى يتحدث بها الله فى العهد القديم:” وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر”( سفر تكوين 3:22)” وقال الرب.. هلم ننزل ونبلل هناك ألسنتهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض”(سفر تكوين 11: 6و7) ويقول النبى أشعياء:" ثم سمعت صوت السيد قائلا"..من أرسل.. (بالمفرد).. ومن يذهب من أجلنا (بالجمع) فقلت هأنذا ارسلنى” ( اشعياء 6: 8 ) نلاحظ هنا أرسل بالمفرد ومن أجلنا بالجمع ولايمكن أن يكون الله يتحدث مرة بلغة التعظيم ثم مره بلغة المفرد، هل يعظم الله نفسه مرة ومرة أخرى؟ لا.....

5 - ويكتب النبى اشعياء عن الله الابن قائلا:" روح السيد الرب علىّ لأن الرب مسحني لأبشر المساكين لاعصب منكسري القلب لانادي للمسيين بالعتق وللمأسوريين بالاطلاق” (اشعياء 61: 1) هنا نرى شخصا يتحدث عن نفسه.... علىّ ومسحنى فهو الابن وشخصا آخر هو الآب وشخصا آخر هو الروح القدس (روح السيد الرب).

6 - تيحدث العهد القديم كثيرا عن اقنوم الابن:” قبلوا الابن لئلا يغضب فتيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه طوبى لجميع المتكلين عليه"(مز2: 12)” كرسيك يالله الى دهر الدهور قضيب استقامه قضييب ملكك أحببت البر وأبغضت الاثم من أجل ذلك مسحك الله الهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك” (مز 45: 6و7) هنا يصف الابن بأنه الله” كرسيك يالله" ويقول مسحك الله الهك ( ابيك)، من هنا نرى ان الله الاب مسح الله الابن اى ان الله الابن ممسوح من الله او مسيح الله.” قال الرب: لربى اجلس عن يمنى حتى أضع اعداءك موطئا لقدميك”(مز 110: 1) ومعنى هذه الآيه هو هكذا: قال الرب (الآب) لربى (رب داود - الابن) اجلس عن يمنى ومن هنا نرى أيضا الآب والابن. وفى سفر دانيال النبى 7:13و14 يقول” كنت أرى فى رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان أتى وجاء الى القديم الآيام فقربوه قدامه فأعطى سلطانا ومجدا وملكوتا لتعبد له كل الشعوب والامم والآلسنة. سلطانه سلطان ابدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض”. هنا نرى.. مثل ابن الانسان.. وشخص آخر هو قديم الايام الاول هو الابن المتجسد والثانى هو الله الآب الذى أعطى الابن سلطانا أبديا لاينقرض ولا يزول.

ظهر الأبن أيضا كثيرا فى العهد القديم على صورة ملاك الرب أى المرسل من الله ولقب بالالقاب الالهية ونسبت اليه افعال وأقوال الله. ظهر فى البرية ( تكوين 16: 7) ظهرلابراهيم ( تكوين 18) ظهر لموسى ( خروج 3:1) ظهر ليشوع ( يشوع 5:13) ظهر لجدعون ( قضاة 16:11) ظهر لمنوح ( قضاة 13)

7- أقنوم الروح القدس، روح الله فى العهد القديم كالخالق في تكوين 1:2 ومزمور104:30 وايوب33: 4 والموجود فى كل مكان مزمور139: 7 وانه روح رب الجنود زكريا 4:6 وصاحب القدرة والقوة والديان تكوين 6: 3 والمعلم في يوئيل 2:28 والهادى للقلوب مزمور143:10 والسرمدى اشعياء 40: 13.
ثانيا": فى العهد الجديد ( الانجيل وكتابات الرسل)
عندما اكتمل الوحى الالهى بالعهد الجديد صار الامر اسهل مما كان ليعلن الله عن ذاته للبشر بصورة اوضح فقدم لنا عقيدة الثالوث- قدس أقداس الايمان المسيحى. واليك ما ذكر عن الاب والابن والروح القدس:
1- فى بشارة الملاك للعذراء مريم:” فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظلك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.
(لوقا 1: 34:35) هنا نرى الروح القدس” الله الروح” يحل عليك وقوة العلى الذي هو" الله الآب” المولود يدعى ابن الله وهو ”الله الابن”.
nom

» لماذا الكنيسة؟؟ و ما هي رمزيتها في المسيحية؟؟
» هل يوجد إختلاف بين الأناجيل الأربعة؟؟
» هل ذبيحة الخروف تستطيع أن تغفر الخطايا؟